السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , من خلال تتبعنا للمباريات الأخيرة لبرشلونة فإننا نقر بأنها إجتازت صدمة الكلاسيكو لكن هنالك بعض العقد التي لا زالت تقف في وجهها و من بينها عدم تجسيد الفرص إلى أهداف و هذه هي الحقيقة المرة التي نمر بها حاليا , و علينا أن نجد الحلول اللازمة للحد منها سريعا لأن بفضلها ستنحل باقي العقد فالإنتصارات الكبيرة ستزيد من حماس اللاعبين و تعطيهم دفعة معنوية لتخطي باقي الأزمات و مواصلة ترقب أي تعثر للرائد حتى نعتلي صدارة الترتيب إن شاء الله .
تطرقت لهذه النقطة بالذات في مقالتي هذه لأني ألاحظ من مباراة لأخرى و رغم إختلاف مستوى الأندية التي نواجهها فإن عدم حسمنا للعديد من الهجمات تعود فيه المسؤولية لنا فقط , وليس لقوة دفاعات الخصوم دورا فيها لأني أخص بالذكر الفرص المحققة للتهديف كالهجمات المضادة المنسقة و الإنفرادات بالحراس فحتى لو أخذنا بعين الإعتبار الفوز الكبير ضد مورسيا 4/0 فلا ننسى بأننا أضعنا أكثر من 4 أهداف أخرى محققة , لكن النتيجة النهائية أنستنا كل هذا وبمرور اللقاءات إتضح جليا بأننا نعاني من إيجاد الحلول اللازمة في إنهاء الهجمات وتجسيدها لأهداف و لعل أبرز النقاط المتسببة في كل هذا هي:
1 ) فقدان الثقة لدى كل لاعب :إننا نلاحظ في الفترة الأخيرة أن لاعبينا فقدوا كثيرا الثقة بأنفسهم مما جعلهم يركزون لعبهم على المهاجمين فقط مما جعل مساهمتهم في بناء الهجمات من خلال الإختراقات الفردية قليلة جدا ولعل هذا راجع للضغوطات النفسية لديهم و إن كثرة النجوم جعلت كل واحد منهم يفكر في الحفاظ على منصبه على حساب مصلحة الفريق بصفة عامة مما جعل كل العبء يقع على رؤوس مهاجمينا و أثر هذا بشكل واضح على مردودهم بالإضافة لكثرة الإصابات التي تلاحقهم الواحد تلو الآخر إلى جانب إرهاقهم البدني نتيجة كثرة المباريات مع تعدد الجبهات .
2 ) فارق السبع نقاط عن الريال : كما أن لهذا الفارق تأثير على كل المناصرين فهو يأثر على نفسية اللاعبين أيضا لأنهم المسؤولون عن تداركه , وحتى وإن كان الحسم بشأن البطولة لن يتحدد الآن و تفاؤل لاعبينا يظهر من خلال تصريحاتهم إلا أن أثر هذا الفارق لم يغب مفعوله عن آداء اللاعبين اللذين صاروا يخوضون اللقاءات من أجل الفوز لا غير مما إنعكس جليا على آداء المهاجمين و حتى و إن إتضحت رغبتهم في الفوز في كل لقاء إلا أنها باتت تعد سلاحا ذو حدين فإن إعتمدوا على السرعة في الآداء نالوا مبتغاهم و سجلوا أكبر عدد من الأهداف , لكن إن لجأوا إلى التسرع في الآداء أضاعوا العديد من الفرص حتى السهلة منها و هذه هي العقدة .
3 ) عدم إستقرار التشكيلة : بكل إختصار عدم الإنسجام التام بين اللاعبين و تعدد التشكيلات من مباراة لآخرى له أثر أيضا على مأمورية إنهاء الهجمة فأحيانا سوء التفاهم بين المهاجمين الناجم عن عدم إستقرار التشكيلة يضيع علينا العديد من الفرص المحققة للتهديف وخصوصا السهلة , لذى فعلى اللاعبين أن يعوا كل هذا و أن يضاعفوا من مجهوداتهم حتى يعوضوا النقائص التي سببها عدم الإستقرار هذا .
4 ) المدرب ريكارد : لطالما كنت ممن ساندوا هذا المدرب الذي إحترم شخصيته كثيرا , لكن هذا لا يجعلني أتستر عن بعض أخطاءه و فيما يخص هذا فإن ريكارد أعلم بنا جميعا بمستجدات اللاعبين و مدى إستعداداتهم النفسية و البدنية مما يجعله المسؤول الأول عن إيجاد حل لهذه العقدة من خلال التركيز عليها في التدريبات و كما أنه المسؤول عن رفع معنويات لاعبينا فعليه أن يوبخهم عند إضاعة الفرص السهلة بغض النظر عمن يكون هذا النجم , كل هذا يجب أن يتفطن له مدربنا قبل فوات الأوان وأن يحد من هذه الظاهرة الغير مألوفة في فريقنا .
كما أود أيضا أن أبرز بأن عمل المدرب لا يمكن تقييمه إلا بواسطة آداء اللاعبين فوق أرضية الميدان , وهنالك من يقيمه بالنظر لنتائج الفريق فقط لكن تاريخ البارسا يجعلنا نطالبه بالإثنين معا لأن آداء البارسا يضرب به المثل في كل العالم , و إن سرية عمل المدرب تجعل الإحتمالات واردة فيما يخص تقييم قدرته في تسيير الفريق من عدمها و لكل رأيه الخاص و قد يكون تقييمه ظالما فأحيانا نجد مدربين يفشلون في تدريب أنديتهم لكنهم يحققون إنتصارات مذهلة مع أندية أخرى مما يفيد بأن الخلل كان في اللاعبين سواء بعدم تطبيقهم لتعليمات المدرب أو عدم كفاءتهم و هذا ما لا ينطبق على لاعبينا فالمشكلة على ما يبدو نفسية وتقع على ريكارد أيضا مسؤولية حلها. أخيرا , علينا إيجاد الحلول اللازمة لفك هذه العقدة ولن يحدث هذا إلا بتظافر جهود جميع أعضاء الفريق اللذين لم يكن هدفي هو إنتقادهم من خلال مقالتي هذه لأني أعشقهم حتى النخاع , لكنه من باب وضع النقاط على الحروف و إسكات كل من يظن بأننا متجاهلون لأسباب تراجع آداء فريقنا و إن إحترافيته تجعلنا نصحح أخطاءنا بأنفسنا حتى لا نقع فيها مجددا كما أرجوا أن تتزامن فترة تصاعد مستوانا مع تدني نظيرتها المدريدية حتى نبقي الصارع حتى الرمق الأخير من الليغا .